جدول المحتويات
يعتقد الجميع أن عكس كلمة الإلهاء هي التركيز. إنما الحقيقة عكس كلمة الإلهاء هي جذب الإنتباه إلى شيء آخر. فعندما تكون ملهياً في شيء ما فهذا يعني أنك منجذب و مولي اهتمامك إلى شيء آخر. الإلهاء هو التركيز في الأشياء التي تمنعك من تحقيق أهدافك مثل وسائط التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة. إن الاستخدام الغير واعي لهذه الوسائط يعد من الإلهاء. أحياناَ تجد نفسك قضيت ساعات في تصفح الوسائط من دون الشعور بالوقت الذي قضيته.
نحن نمارس عادة الكذب على أنفسنا باستمرار. فعندما ننظر إلى الماضي نشعر ببعض الأسى والحزن للأشياء التي أردنا تحقيقها ولم نستطيع فعل ذلك مثل كتابة كتاب أو إنشاء قناة يوتيوب أو أي هدف آخر. وذلك بسبب أننا ملهيين في أشياء تافهة ولا نشعر بذلك. أن تكون منتبهاً ومركزاً يعني أن تقوم بفعل ما تقول وما تريد تحقيقه.
في هذا المقال نتاول أربع استراتيجيات تساعدك على التخلص من الإلهاء وبناء حياة مركزة في أهدافك.
1- قاعدة العشر دقائق
يظن أغلب الناس أن الهواتف و قراءة الإيميلات وتصفح الإنترنت و مشاهدات فديوهات التوك توك و ريلز الإنستغرام والفيسبوك من أسباب الإلهاء الرئيسة. لكن كل ذلك مجرد خرافة. حيث أشارات بعض الدراسات الحديثة أن كل هذه الملهيات المذكورة أعلاه لا تمثل إلا نسبة 10% من الإلهاء. بينما 90% تأتي من المحفزات الداخلية.
ماهي المحفزات الداخلية؟
المحفزات الداخلية هي الحالة العاطفية أو الشعورية التي نحاول الهرب منها، مثل الملل والوحدة والقلق والشك وغيرها من المشاعر المزعجة.
من أجل التخلص من هذه المشاعر الغير مريحة نقوم باللجوء إلى الإلهاء مثل استخدام الهاتف ومشاهدات الفيديوهات. تقول بعض الدراسات أننا نرغب في تجنب الألم أكثر من الحصول على المتعة.
يقول نير إيال ” إن المحفزات الداخلية هي الحالة العاطفية الغير مريحة التي نحاول تجنبها”.
وبالتالي للتخلص من الإلهاء يجب الوعي أولاً بالمحفزات الداخلية وطرق التعامل معها.
تقول قاعدة العشر دقائق أنك يمكنك ممارسة أي نشاط سلبي مثل التدخين أو تصفح السوشيال ميديا أو التواصل مع الأصدقاء، لكن يجب تأجيل ذلك لمدة عشرة دقائق لو كانت العشرة دقائق طويلة يمكن جعلها خمس دقائق. خلال هذه العشرة دقائق يمكنك فعل شيئين أولاً: الرجوع إلى النشاط الذي كنت تقوم به قبل الإلهاء. ثانياً: معرفة مصدر الإلهاء.
مذكرة الإلهاء:
أحياناً تجد نفسك تتصفح هاتفك ولا تدري متى حدث ذلك، أو تجد نفسك تدخن لكن لا تدري ما هو مصدر هذا الإلهاء.
مذكرة الإلهاء تساعد على معرفة مصدر الإلهاء. كما تعمل على كشف الحالة العاطفية التي تحاول الهروب منها. عندما تجد نفسك ملهياً من دون أن تدري قم بكتابة مصدر هذا الإلهاء، مثلاً تصفح التيك توك. اكتب كذلك الحالة العاطفية التي تحاول الهروب فليكن الملل. في كل مرة تكون فيها ملهياً، ارجع إلى مذكرة الإلهاء. هذه الممارسة تعمل على كشف العواطف الغير مريحة وطرق التعامل معها.
أقرأ أيضاً: خطة تحسين الأداء الشخصي
2- خرافة نفاد قوة الإرادة
أشارت بعض الدراسات أن قوة الإرادة هي مثلها مثل الغاز وجازولين السيارة وبطارية الهاتف يمكن أن تنفد ويتم إعادة شحنها. هذا يعني ان قوة الإدارة في مرحلة ما من اليوم قد تنفد، إلا أن ذلك غير صحيح. حيث كشفت دراسات حديثة لاحقة أن قوة الإرادة لا تنفد إلا في حال كنت تعتقد أنها تنفد. الأمر ذو صلة وثيقة بالعقلية.
3- الاستخدام الواعي للزمن
الاستخدام الواعي للزمن يعني وضع وقت محدد لإنجاز المهام. على عكس قائمة المهام والتي يتم فيها كتابة المهام بشكل عائم دون التقيد بوقت محدد. الاستخدام الواعي للزمن يعني مثلاً من الساعة 10 – 11 أريد إنجاز المهمة (س)، ومن الساعة 12 – 1 أريد إنجاز المهمة (ص). وهكذا.
4- قاعدة التعاقدات
هناك ثلاث أنواع من التعاقدات التي تساعد على التخلص من الإلهاء.
أ- عقد السعر
وهو أن تدفع قيمة من المال لكل هدف لم يتم تحقيقه. مثلاً نقول أنك وضعت هدف قراءة 10 صفحات من كتاب ما في هذا اليوم. في حال أنك لم تقرأ العشر صفحات ستقوم بدفع ملبغاً من المال لأي شخص لا تعرفه. تساعد هذه التقنية على إنجاز المهام والتخلص السريع من الإلهاء وزيادة معدلات التركيز. لأن هناك دائماً عقاب للمهام والأهداف الغير منجزة.
ب- عقد الجهد
وهو أن تضع حاجزاً بينك وبين سبب الإلهاء أي كان هاتف ألعاب فديو وغيرها. مثل أن تضع هاتفك في الغرفة المجاور أو حتى أن تغلقه في درجاً ما وتضع المفتاح بعيداً عنك حيث يتطلب الأمر مجهوداً للوصول إليه. هذه التقنية واردة في كتاب العادات الذرية عندما تريد الإقلاع عن عادة سيئة فاجعل عملية الوصول إليها صعبة مما يساعدك على التخلص السريع منها.
ج – عقد الهوية
عقد الهوية هو أن تضع لنفسك هوية تتوافق مع الأهداف التي تريد تحقيقها أو الشخصية التي تريد أن تكونها. فمثلاً لو أردت أن تكون كتاباً تبنى هوية الكاتب وافعل ما يفعله الكاتب، أو أردت أن تكون رياضياً أو فناناً وغيرها.
للمزيد: 10 طرق لتقليل مصادر الإلهاء والتحكم بوقتك
شاهد أيضاً: