شهر رمضان من الشهور ذات المكانة الخاصة لدى المسلم، إنه شهر جمعت فيه معظم أركان الإسلام من صلاة وزكاة وصدقة وحتى العمرة. لا شك أن المسلم عليه الاستفادة القصوى من هذا الشهر واستثمار نهاره وليله بما يعود عليه بالفائدة في الدنيا والآخرة. ومن أكثر ما يغفل عنه المسلم في شهر رمضان هو الوقت، حيث يقضي معظم المسلمين أوقات شهر رمضان في النوم أو في الانشغال بالملهيات مثل سوشيال ميديا. يسهرون ليلهم وينامون نهارهم. في هذا المقال سنصنع لك خطة محكمة للاستفادة من وقت رمضان في أمثل صورة ونساعدك على تنظيم وقتك في تحقيق أهدافك.
دعنا نقسم اليوم في رمضان إلى أربعة أقسام. هذه الأقسام لا يخلو منها برنامج أي شخص.
وقت العبادة
وقت العمل
وقت النوم
وقت الأسرة والترفيه.
سنتناول كل ما يجب عليك فعله في هذه الأوقات.
اولا: وقت العبادة.
شهر رمضان هو من شهور العبادة وقراءة القرآن. فمثلاً خصص وقت من السحور إلى صلاة الفجر لقراءة القرآن الكريم وأداء الأذكار والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى. مثلاً عليك قراءة ما لايقل عن جزء في هذا الوقت يومياً. إن فعل ذلك يساعدك على افتتاح يومك في رمضان بقراءة القرآن الكريم وتطبيق أحد أهم البنود في هذا الشهر. وهذا يوفر لك مزيداً من الوقت لممارسة عبادات أخرى أو حتى قراءة جزء آخر من القرآن الكريم . ولا تنسى الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى في هذا الوقت لأنه وقت البركة. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم إن في السحور بركة يعني في السحور كطعام وكوقت. بعدها يمكنك الذهاب الى العمل. أو الخلود إلى النوم بعد شروق الشمس، في حال أنك لا تعمل أو في إجازة. حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم 🙁 من صلى الصبح في جماعة كان في ذمة الله إلى أن تغيب الشمس). يعني أنك في حماية الله وفي شهر رمضان.
كما عليك الحرص قدر الإمكان على أداء كل الصلوات في جماعة وممارسة الأذكار والإكثار من الدعاء عقب كل صلاة. ولا تنسى صلاة التراويح وقيام الليل كل هذه من العبادات المرغوب فيها في شهر رمضان. كما يجب تخصيص الفترة ما بين صلاة العصر إلى المغرب في تلاوة القرآن والأذكار. فهذا يعني أن أجزاء يومك كلها يتخللها شيء من العبادات. من السحور إلى صلاة الفجر تلاوة القرآن من العصر إلى المغرب ممارسة الأذكار والادعية ثم صلاة التراويح وبعدها قيام الليل وهكذا. ويمكنك تخصيص جزء من وقت بعد صلاة التراويح في مساعدة المحتاجين قضاء حاجاتهم وتصدق عليهم كما ذكرنا إن شهر رمضان هو شهر عبادة. وإن من أعظم العبادات تفقد المحتاجين ومساعدتهم. ورد في الأثر (إن الخلق عيال الله وخيركم، خيركم لعياله). عيال الله يعني لا معيل لهم إلا الله. والعيل هو المحتاج للعون دائماً.
وقت العمل
من المعلوم لكل فرد عمل يختلف عن الآخر أو حتى ساعات العمل وعددها ومواعيدها مختلفة. من الهمم الحرص على إنهاء مهام عملك في وقتها وعدم ترحيلها معك إلى البيت، إن فعل ذلك يشكل المزيد من الضغط عليك ويضيع عليك وقتك.. فأول خطوة للاستفادة من وقتك في شهر رمضان هي إنجاز كل مهامك في وقتها. لو كان عملك يستغرق 5 أو 6 ساعات في اليوم حاول بقدر الإمكان إنجاز جميع المهام خلال هذا الوقت. ولا تنسى أن العمل عبادة هو كذلك مثله مثل الصلاة وقراءة القرآن إذا سلمت النية. كما عليك التعامل بطول البال وحسن المسلك مع الزملاء والمرؤسين ورفق بهم وعدم التذمر فيهم. ومساعدة المحتاجين منهم. كما عليك تناول العناصر الغذائية التي تمدك بالطاقة، فذلك يساعدك على القيام بواجباتك في وقتها. كما عليك ممارسة الرياضة بانتظام فهي تمدك بالطاقة والنشاط.
أنجز مهامك كاملة في وقتها في وقتها لا ترحلها إلى وقت آخر.
وقت النوم
النوم من أساسيات الحياة لا يمكن التخلي عنه. فهو كالطعام والشراب. فإن عدم حصول الجسم على نوم كافي يسبب الأمراض الجسدية والنفسية والعقلية. ينصح الأطباء كما هو معلوم الحصول على 7-8 ساعات نوم كل يوم. لا شك أن البرامج في شهر رمضان تختلف عن بقية الشهور فعادة ما يساهر الناس إلى أوقات متأخرة من الليل. حاول النوم مبكراً في شهر رمضان. ولكي تنام مبكراً لا بد من تقليل عدد ساعات نوم النهار. وبما أن رمضان هو شهر العبادة وتحقيق الأهداف فحاول أن تنام 8 – 9 ساعات في اليوم. لكن اجعل هذه الساعات مقسمة خلال اليوم مثلاً 5 – 6 ساعات ليلاً، 3-4 ساعات نهاراً. والنوم أيضاً عبادة إذا صلحت النية. فنم بنية التقوي للعبادة والعمل. لكن يجب ألا يزيد معدل نومك عن 8 ساعات في اليوم في شهر رمضان لأن ذلك سيكون خصماً بالطبع على الأوقات الأخرى (العبادة – العمل – الأسرة والترفيه).
وقت الأسرة والترفيه
إن قضاء وقت في شهر رمضان مع أفراد الأسرة وملاعبتهم ومعرفة احتياجاتهم فإن ذلك يقوي أواصر المحبة بين الأفراد. وهذا من صميم الإسلام ولا سيما في شهر رمضان المبارك. احرص على تناول وجبة الفطور والسحور مع كل أفراد البيت. ويجب تعليم الأبناء شكر من صنع وجلب وساهم في وجبة الفطور. حاول أن تجعلها عادة أن يشكروا من صنع أو ساهم، قبل البدء في تناول الإفطار. فمن الممكن تخصيص وقت ما بعد صلاة التراويح للأسرة ومؤانستهم والترويح عنهم وملاعبة الأبناء. كما يمكن تخصيص هذا الوقت لتصفح السوشيال ميديا ومعرفة الأخبار وما يجري في العالم. حيث إننا نعيش في العالم أصبحت فيه سبل التواصل كلها عبر هذه الشبكات فلا ضير في تصفح هذه المواقع وترفيه عن النفس في الشهر المبارك. نعم هو شهر للعمل وجد والاجتهاد والعبادة لكن لا ضير في الحد المعقول من الترفيه والتسلية.
كيف أنظم وقتي في شهر رمضان؟
للمزيد:
طرق ذكية لتنظيم الوقت في شهر رمضان
