تحسين الصحة العاطفية
في عالم مثقل بالضغوطات النفسية والعقلية، تصبح الصحة العاطفية من مستلزمات الحياة لتحقيق السعادة والرضا والتوازن العقلي. الصحة العاطفية لا تعني فقط الشعور بالسعادة والامتنان، إنما تعني القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة، والتأقلم مع تقلباتها، وبناء أواصر قوية مع الآخرين.
في هذا المقال سنتعرض عشر استراتيجيات فعالة لتحسين الصحة العاطفية والعقلية، مما يفسح لك المجال للكشف عن ذاتك وبناء صلابة عاطفية قوية للتعامل مع متغيرات الحياة، وبناء ذاتاً مرنة وقوية.
1- لا تتخذ الإساءة بشكل شخصي
نقضي معظم اوقاتنا ونحن نتعرض للإساءة والتهكم من الآخرين، ونعيش حال من القلق وعدم الارتياح والخوف من أراء الآخرين. معتقدين أن الآخرين يتعمدون الإساءة إلينا، وهذا غير صحيح. فالأشخاص الذين لديهم توازن عاطفي لا يأخذون هذه الإساءات بشكل شخصي، لأنهم يدركون أن هذا لا يعنيهم، إنما يكشف حقيقة المعاناة التي يعيشها الشخص الذي تصدر منه هذه الإساءات. يقول المثل ( المؤذى مؤذي). بمعنى الشخص الذي يؤذي الآخرين قد تعرض للإساءة من قبل.
الأشخاص الأصحاء عاطفياً لا يسمحون لانتقادات الآخرين السلبية أن تؤثر عليهم. فمثلاً لا يطلقون على أنفسهم ألفاظ مثل أنا سيء، أو أنا لا استحق هذا. لكن في بعض الأحيان يمكن استخدام الأحكام التي يطلقها علينا الآخرين في تحسين حياتنا. فيمكن التأمل في هذه الأحكام. مثلاً لو قال لك أحدهم أنك أناني، فيجب أن تتأمل في ذلك وتبحث هل أنت حقيقة أناني؟. فالأشخاص الذين لديهم مستويات صحة نفسية عالية يستفيدون من هذه الأحكام ولا يتأثرون سلباً بها.
2- استمتع بالحياة لا تأخذ الحياة بشكل جدي مبالغ فيه
الأشخاص الأصحاء عاطفياً يعيشون حياة أكثر متعة متى ما كان ذلك ممكناً. يستمعون إلى الموسيقى أثناء قيامهم بالواجبات المنزلية مثل غسل الأواني وتنظيف المنزل. لا يأخذون الحياة بشكل جدي مبالغ فيه. جعل الحياة أكثر متعة يساعد تحسين الصحة العاطفية والتوازن العقلي.
نحن لا نعيش في هذه الحياة للأبد لما لا نستمتع ببعض الوقت. الأصحاء عاطفياً ينخرطون في الحياة ويستمعون بها، مع المحافظة على حياتهم وواجباتهم.
3- لا تدع الآخرون يعكرون صفوك
لا تسمح للأشخاص السلبيين يؤثرون عليك ويسرقون منك صفاءك. ضع بعض الحدود والحواجز لمنع هؤلاء من التدخل في حياتك. هذا لا يعني عدم بذل المساعدة للذين يعانون من بعض المشاكل.
شاهد الفديو: 5 طرق لتحسن الصحة النفسية
4- كن فضولياً
إن الذين يتمتعون بالصحة العاطفية، قبل اطلاق الأحكام على الآخرين، وقبل ممارسة الإنتقاد يمارسون عادة الفضول. يحاولون أن يعرفوا ما يمر به الشخص الآن ، ما المشاكل التي يعاني منها. هذا لا يعني كونك متطفلاً وقاسياً. أحيانا يتصرف بعض الأشخاص بفظاظة وسوء خلق عندما يواجهون بعض صعوبات الحياة. إن معرفة ما يمر به الشخص والفهم لذلك يجعلنا أكثر قدرة على التعامل مع هذا الشخص.
5- ضع حدوداً
كونك معاف عاطفياً فهذا يعني ألا تتدخل في شؤون الآخرين، وفي ذات الوقت ألا تسمح للآخرين أن يتدخلوا في حياتك. ضع حدوداً ولا تسمح للأشخاص الآخرين أن يتجاوزوها. إن وضع حدود شخصية يعمل تحسين الصحة العاطفية ويساعد على العيش بسلام.
6- ممارسة الرياضة
يحتوي جسم الإنسان على عدد من الطاقات مثل طاقة الذكاء وطاقة العواطف وغيرها. هذه الطاقات تختلف من شخص لآخر. لكن الطاقة السائدة عند الجميع هي الطاقة الجسدية والطاقة العاطفية. في العصر الحالي لا يتم توجيه الطاقة الجسدية إلى مسارها الصحيح، وهي السبب الرئيس في ازدياد معدلات الإصابة بالإكتئاب والقلق. إن عدم ممارسة الرياضة يقود إلى الاصابة بالامراض الجسدية والنفسية.
اقرأ ايضا: 10 خطوات لتعزيز الثقة بالنفس
5 نصائح تساعدك على السيطرة على عواطفك
7- التعرض إلى الطبيعة
الجميع يشاهد شروق ومغيب الشمس من هاتفه الخاص. إن عدم الاتصال بالعناصر التي تكوننا كبشر سيكون تحدياً في المستقبل. نحن بحاجة إلى التعرض للطبيعة فإنها تعمل على تغيير المزاج وتحسين الصحة العاطفية. إن جميع المشاكل الصحية والنفسية يمكن التحكم بها من خلال الاتصال بعناصر الحياة الماء والتراب والهواء.
8- تناول الأطعمة الصحية
نعاني الآن من الضعف النفسي والعقلي وذلك لعدم توفر الغذاء الصحي. تناول الاطعمة الصحية أصبح ضرورياً في الوقت الحالي. وذلك لصعوبة الحصول على الطعام النظيف الخالي من الكيماويات. تناول الأطعمة الطبيعية الغير مصنعة يساعد الحفاظ على الصحة الجسدية والعاطفية.
9- نظف القولون
تخلص من الفضلات، وهذا يعني تقليل الأطعمة. إن امتلاء القولون يزيد من معدلات التوتر والقلق بالتالي يؤثر على الصحة العاطفية والعقلية. يعمل جسم الإنسان على التخلص من المواد زائدة ربما عن طريق البول أو التعرق وغيرها. إن تنظيف القولون والمعدة يعمل على بعث الراحة الجسدية والعقلية.
10- تطور ذاتك
يمتلك كل إنسان أربعة أشياء رئيسة ينبغي أن يستخدمها في تطوير ذاته وتحقيق التوازن في الحياة. وهي:
1-الجسم
2- العقل
3-العواطف
4- الطاقة
إن استغلال هذه العناصر بصورة سليمة يوفر مستوى معين من الحياة. لو كان لديك جسم سليم ومعاف ستكون حياتك مختلفة من ذلك الذي لديه جسم متهالك. وإن كنت تمتلك عقلاً سليماُ سيكون لك حياة مختلفة كذلك. ولو كنت ذا عواطف ثابتة مستقرة ستكون حياتك أيضاً مختلفة. وفي حال كنت توجه طاقتك إلى مكانها الصحيح ستكون حياتك مختلف كذلك.
لكي تحيا متوازنة ومستقرة يجب تكون هذه الأربعة عناصر في وضعها السليم. أن يكون لديك جسم سليم وعقل متزنة وعواطف مستقرة وطاقة موجه في الإتجاه الصحيح فهذه من العناصر الأساسية للصحة العاطفية والعقلية.