image-5 التوقف عن إرضاء الآخرين

كيف تتوقف عن إرضاء الآخرين؟ ماهي الطرق التي تساعدنا على التوقف عن إرضاء الآخرين وفي نفس الوقت تمكنا من الحصول على علاقة صحية مع ذواتنا والآخرين؟

أحياناً نكون في مأزق عندما يطلب شخص ما خدمة أو معروفاً. لكننا لا نملك الوقت والقدرة للقيام بذلك. أو أننا لا نرغب في القيام بذاك العمل أو الخدمة. وفي نفس الوقت لا نريد أن نظهر بمظهر الأناني الذي لا يحب إلا ذاته. أو لا نريد أن نخيب آمال الآخرين وتجرح مشاعرهم. فينتهي بنا الحال بالموافقة. وتكون نتيجة ذلك شعورنا الإرهاق والقلق والتعب والبغض وأنه يتم استغلالنا من قبل الآخرين. بالطبع لا نحب أن تتملكنا تلك المشاعر.

في هذا المقال نتناول بعض الأساليب التي تمكنا على الحصول على علاقة طيبة ومتينة مع الآخرين وفي نفس الوقت تراعي ذاتك وتضع نفسك أولاَ قبل الآخرين.

قصة عيد ميلاد

تخطط فاطمة لتنظيم حفل عيد ميلادها في عطلة الأسبوع القادمة. و ترغب أن تنظم حفلاً استثنائياً في منزلها. لأنها منذ وقت طويل لم تنظم حفلاً ضخماً لعيد ميلادها. كانت دائماً تكتفي بعيد ميلاد صغير ومبسط يضم فقط أفراد أسرتها. حددت أن يوم قبل عيد الميلاد هو يوم الاستعداد. لذلك أخلت ذلك اليوم من جميع الواجبات والالتزامات.

لكن للمفاجأة اتصلت بها أبنتها الوحيدة تطلب من فاطمة أن تخلي نفسها اليوم- يوم الاستعداد لعيد الميلاد – لأنها تريد أن تقضي معها هذا اليوم بكامله. تملك فاطمة شعور القلق والاستياء والإجهاد. واكتظ علقها بالمزيد من التساؤلات والسيناريوهات. وشعرت بالبغض تجاه ابنتها لأنها وضعتها في هكذا موقف.

فاطمة لا تريد تأجيل أو جعل عيد ميلادها مبسطاً خاصة بعد أن دعت بالفعل عدد كبير من الناس. وفي الحين ذاته لا تريد أن تخيب آمال ابنتها. ما الذي عليها أن تفعله؟

هل عليها أن تلغي الحفل؟ لأن ابنتها أرادت ذلك.

هل عليها أن تتوقف أن تكون أنانية؟

ماذا لو كنت مكان فاطمة ما الذي ستفعله؟

ليس على فاطمة أن تلغي أو تبسط حفل عيد ميلادها. وهذا لا يعني أنها أنانية ولا يعني كذلك أنها أماً غير مسؤولة لا تفكر إلا في رفاهية وسعادة نفسها.

من حق فاطمة أن تعتني بنفسها وحاجاتها وسعادتها. وفي ذات الحين عليها أن تتهم بصحة العلاقة بينها و بين أبنتها. 

ما هو الحل؟

لنجد حلاً وسطاً. فلنفترض أن فاطمة أرادت أن تقضي ساعتين مع ابنتها. هل ترى أن الساعتين كافيتين؟ أعتقد أن فاطمة لن تكون مركزة مع ابنتها و أن بالها سيكون مشغولاً مع تجهيزات الحفل.

على فاطمة أن تعتني بنفسها وسعادتها بغض النظر عن رأي ابنتها.

ماهي الحلول الأخرى لفاطمة كي تحافظ على علاقة صحية مع أبنتها وفي نفس الوقت تحافظ على سعادتها هي؟

على فاطمة أن تكون صادقة وصريحة مع أبنتها. ,أن تبني علاقة مع أبنتها قائمة على التعاون المتبادل وتقدير كل منهما للآخر. وهذه أحدى الطرق التي تساعد على التوقف عن إرضاء الآخرين. الصدقة والصراحة ركنان أساسيان لوضع حدود بينك وبين الآخرين. 

هذا ما يجب أن تقول فاطمة أو أي شخص يكون في موقعها. ( هذا اليوم بالفعل مليئ بالمسؤليات وترتيبات للحفل. وأن إضافة أي واجبات أخرى سيضر بصحتي، كما يعني المزيد من التعب والإرهاق. حتى لو قضيت معك ساعتين أو أكثر فلن أكون حاضرة معك بكلي لأن عقلي سيكون مشغولاً بأشياء أخرى. إذن ما هو اليوم الذي يناسبك غير هذا اليوم؟).

بفعل ذلك تكون فاطمة قد احترمت ابنتها وسعادتها، وفي ذات الحين احترمت نفسها كذلك. هذا لا يعني أن ابنتها لن تشعر بخيبة الأمل تجاه أمها. لكن هذا أفضل الحلول. الصراحة والوضوح.

أقرأ: علامات ضعف الحدود الشخصية

وضع الحدود للتوقف عن إرضاء الآخرين:

أنت بحاجة لوضع حدود لحماية ذاتك وسعادتها. هذه الحدود لا تعني استحالة الوصول إليك، أو أنك لا تتعاون مع الآخرين. على النقيض كلما كانت حدودك واضحة كلما الآخرين أكثر تفهماً عندما ترفض لهم طلباً أو خدمة.

لكي تتوقف عن إرضاء الآخرين عليك أن تؤمن أن سعادتك ورغباتك وصحتك العقلية والنفسية أهم من إرضاء الآخرين.

بعض الأشخاص عندما يطلب منهم فعل شيء لا يستطيعون القيام به. عادة يقدمون كماً هائلاً من الأعذار والتفسيرات والتبريرات والأسباب التي تمنعهم من القيام بذلك.

هل تحاول إقناعهم أو تحاول إقناع نفسك؟.

من العسير جداً إقناع الآخرين والتحكم في أفكارهم. لو كنت تعتقد أنك ذو قيمة وأنك تريد الاعتناء بذاتك، سيكون من السهل عليك فعل ذلك. لأنك فقط تؤمن بذلك والعكس صحيح.

هذا لا يعني أن لا نهتم بالآخرين ومشاعرهم. يجب الاهتمام بالآخرين وطلباتهم لكن ليس على حساب سعادتنا ورغباتنا.

في المقام الأول عليك الإيمان بأنك شخص ذو قيمة وتستحق أن تختار ما تريد وما لا تريد. ضع حدودك أعرف ذاتك، لا تسمح للآخرين باستغلالك. تذكر دائماً أنه يمكن البدء من جديد لوضع حدودك.

التوقف عن إرضاء الآخرين.

أقرأ أيضاً: كيفية تحسين الصحة العاطفية

للمزيد: 6 خطوات للتوقف عن إرضاء الآخرين والاهتمام بنفسك الأول