الكتاب الذي جعلني سعيداً ---- السعادة

      الكتاب الذي جعلني سعيداً —-السعادة

      في هذا المقال نتحدث عن كتاب ( شجاعة أن تكون غير محبوب)، نحاول استخلاص بعض الأفكار التي تساعدنا لعيش حياة سعيدة.

      الكتاب من تأليف إييتشيرو كيشمي و فوميتاكي كوجا. تدور فكرة الكتاب حول حياة شاب غير راضي عن حياته فخرج إلى أحد الضواحي، وقابل فيلسوفاً وبدأ طرح الأسئلة على الفيلسوف. يأخذ الكتاب شكل الحوار بين الشاب والفيلسوف. الإجابات التي يقدمها  الفيلسوف للشاب حول السعادة هي إجابات مثيرة للجدل وتضرب العديد من المسلمات والقواعد حول فكرة السعادة.

      من الأفكار المثيرة للجدل الواردة في الكتاب هي فكرة عدم وجود الصدمات في الحياة. وهناك غيرها العديد من الأفكار المثيرة للجدل.

      ترتكز فكرة السعادة التي يقدمها الكتاب على آراء عالم النفس النمساوي الفريد أدلر وهو من المعاصرين سيجموند فرويد.

      سنتخلص خمسة أفكار من الكتاب حول السعادة.

      1-   وقف التفكير أن ماضيك يحدد مستقبلك وحاضرك

      هذه الفكرة تتناقض بشكل كبير مع فكرة علماء النفس المعاصرين أمثال فرويد الذي يقول إن أحداث الطفولة والنشأة هي التي تحدد الطريقة التي تكون بها حياتنا في المستقبل والحاضر. يقول علماء النفس لو أردت أن تتعرف على ما يدور في حياتك الآن ما عليك إلا الرجوع إلى الماضي والبحث عن طفولتك ومن ثم ستدرك من أنت وكيف يكون مستقبلك. فمثلاً يقولون الطفل الذي تعرض للتنمر في سن مبكرة سيؤثر ذلك سلباً على حياته ومستقبله وتكون ثقته في نفسه مهزوزة، أو الطفل الذي تطلقا والداها فتكون لديه نظرة متشائمة للزواج بناءً عل تجرب والديه.

      على النقيض من ذلك يقول الكتاب أننا لسنا بحاجة إلى أن يتم تعريفنا وتحديدنا بناءً على الماضي. بمعنى أننا أحرار الآن في الحاضر، في أن نختار سلوكنا ومشاعرنا وعواطفنا وأهدافنا ولا ندع الماضي يحدد من نحنا. يقول أدلر ليس كل طفل تطلقا أبواه لديه نظرة متشائمة للحياة. يحاول الكتاب التفريق بين أهدافنا الحالية وأسباب الماضي.

       ومن أكثر الأفكار جرأةً التي يتحدث عنها الكتاب هي فكرة عدم وجود الصدمة.

      يقول الفيلسوف أدلر (ليست هناك أي تجربة بنفسها تكون سبباً في نجاحنا أو فشلنا، ونحنا لا نعاني من صدمة التجربة – وهو ما يسمى بالصدمة – لكننا نستنتج منها ما يناسب أغراضنا. ونحنا لا يتم تحديدنا بناءً على التجارب، لكن المعنى الذي نعطيه لها هو قرارنا). ما يحاول الكتاب قوله هو أننا أحرار ولدينا الاختيار في وضع المعنى لتلك التجارب أو الصدمات. يقول أدلر: (لا يهم ما حدث في حياتك إلى الآن، فينبغي أن لا يكون له أي تأثير فيما تعيشه الآن وفيما بعد)

      2-   عواطفنا لا تتحكم فينا إنما نحن نختار العواطف التي تناسب أهدافنا في الوقت الحاضر

      يذكر الكتاب قصة، (أن هناك نادلاً سكب القهوة من دون قصد على أحد الأشخاص، فاستشاط الرجل غضباً وصرخ في النادل). والواضح من القصة أن النادل تسبب في غضب الرجل وبالتالي صرخ في وجه النادل. لكن الكتاب لديه رأي آخر. يقول الكتاب: ( إن تختار أن تصرخ في شخص ما، الدافع هنا هو ليس الغضب، إنما هو أختيارك لتحويل هذا الغضب إلى صراخ). الغضب لا يعني أن تصرخ في وجه شخص ما. هذه من الأفكار المثيرة للجدل في هذا الكتاب.

      يذكر الكتاب أن هناك مساحة بين الحافز الغضب والمشاعر، حيث في هذه المساحة تتم عملية اختيار رد الفعل للتعبير عن المشاعر، أن الأفعال التي نختارها هي من أختيارنا.

      Brown-Craft-Mind-Map-Brainstorm-1024x576 الكتاب الذي جعلني سعيداً ---- السعادة

      3- جميع مشاكلنا هي مشاكل متصلة بالآخرين

      يقول الكتاب ( لو كان هناك شخصاً وحيداً في هذا الكون، وأن جميع الأشخاص الآخرين قد تلاشوا، فإن مشاكل هذا الشخص قد تختفي). يؤكد الكاتب أن أصل المشاكل الشخصية هو سماه بتداخل المهام. يتحدث الكتاب عن مفهوم فصل المهام، فهناك مهام هي مهامك وأخرى مهامي. تحدث المشاكل عندما يتدخل كل منا في مهام الآخر. فمثلاً القلق من أراء الآخرين فهذه ليست من مهامي إنما هي مهامهم، فلو حاولت تغيير الطريقة التي يراك بها الآخرون تحدث المشكلة، مثل مشاكل الثقة بالنفس الرهاب الاجتماعي وغيرها، مهامك هي أن لا تكترث لآرائهم وتعيش الحياة التي ترغب فيها.

      4-   السعادة الحقيقية في العطاء وليس الأخذ

      يقول الكتاب السعادة الحقيقة هي في العطاء وليس الأخذ. لتحقيق السعادة ينبغي أن يكون الهدف من العلاقات الشخصية هو العطاء وليس الأخذ. عندما تكون في علاقة ما شخص ما فكر فيما تقدمه لهذا الشخص وليس فيما تأخذه.

      يقول تياغو فورتي صاحب كتاب العقل الثاني ( عندما تجد نفسك ممزقاً بين خيارين، اختر الخيار الأكثر نفعاً للآخرين).

      يمكنك قراءة: العقل الثاني لتياغو فورتي

      5-   الحرية الحقيقية هي شجاعة أن تكون غير محبوباً

      من الطبيعي أن يرغب الشخص أن يكون محبوباَ ومرغوباً لدى الآخرين، لكن الكتاب يقول أن هذه وصفة التعاسة وليست السعادة. عندما نهتم بأراء الآخرين، فإننا نعيش حياتهم وليست حياتنا. فالعديد من الأوقات نتخلى عن اهدافنا خوفاً من يتهكم علينا الآخرين ونرغب أن يكون محبوبين. لكن الحرية الحقيقية هي أن تحي حياتك كما يحلو لك سواء كانت ترضي الآخرين من لا.

      لكتاب الذي جعلني سعيداً—– السعادة

      مواضيع مشابهة

      كيف اتعامل مع ضغوط الحياة

      المصادر

      1– شجاعة أن تكون غير محبوباً — مجموعو مؤلفين

      2– الفريد أدلر — مقالات

      3- How emotions are made — Lisa Feldman Barrett